موقع شيوخ الجزائر

  من نحن ؟

 محتويــات الموقع

 درر و فوائد
 

قال عيسى بن ابي عيسى الخياط عن الشعبي : * إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان : العقل و النسك ، فإن كان ناسكا و لم يكن عاقلا ، قال هذا أمر لا يناله إلا العقلاء فلم يطلبه ، و إن كان عاقلا و لم يكن ناسكا قال : هذا أمر لا يناله إلا النساك فلم يطلبه ، قال الشعبي : و لقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليست قيه واحدة منهما ، لا عقل و لا نسك *تهذيب الكمال 14 / 36



 

 


 سجل الزوار
 اتصل بنــا

 
الشيخ محمد علي فركوس

 

ترجمة الشيخ محمد علي فركوس

www.ferkous.com

                 ٤. صفاته الخَلقية والخُلقية:


        من نِعَمِ الله تعالى على الشيخ أن وَهَبَه بسطة في العلم و الجسم، فقد رُزِق قوةً جسمية و كمال هيئة و حُسنَ سَمْتٍ و جَمال وجهٍ ومظهر، و أتاه الله تعالى هيبة و وقارا، يحترمه الموالف و المخالف، و هو قريب الشَّبَهِ في شكله و صورتِه و صَوتِه بالشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، كما شهد بذلك من رآهما.
      و كُلُّ من خالطه و اقترب منه عَلِمَ أنه عَلَمٌ في الفضيلة و كرمِ الخِلال و دماثة الأخلاق، سَهْلُ الجانب، كريمُ النفس، واسع الإيثار، حَسَنُ الألفة و المعاشرة، متين الحرمة، عالي الهِمَّة، كثير التحمُّل واسع الصدر للمخالف على جانب كبير من التواضع، نحسبه كذلك و الله حسيبه و لا نزكي على الله أحداً.


      و من أبرز المعالم في شخصية الشيخ حفظه الله تعالى:
أ- حُسن قصده و سلامة طويَّته و محبته لنفع الناس عامة و طلبة العلم خاصة، فلا تخلو صلاة من الصلوات الخمس إلاّ و معه طــــــــــــائفة من السائلين و المستفيدين يقف معهم الساعة و الساعتين يجيبُ هذا و يوَجِّه ذاك و ينصح الثالث، و هكذا مع هدوء الطبع و سداد الرأي و عدم التبرُّم.
      و قد حدَّثنا يوماً عن طلبه للعلم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية فكان مما قاله:"كنت إذا استفدتُ فائدة فرحت بها فرحاً عظيما و تمنيتُ لو استطعت أن أطير بها إلى الجزائر لأبلِّغها للناس ثم أرجع إلى المدينة".
فإذا كان المرء يحمل في نفسه هَمَّ الدعوة إلى الله و تبليغ الإسلام الصحيح إلى الناس، فإن علمه يثبت في صدره و لا يتفلت منه غالبا لنُبل مقصده و حسن نيَّته، خلافا لمن يحفظ للامتحانات أو لأغراض أخرى دنيوية، فإنَّ حفظه في الغالب يزول بزوال الغرض الذي حفظه من أجله.
ب- دفاعه عن العقيدة السلفية و ذبُّه عن حياض السنة بأسلوب حكيم و طريقة مثلى، عملا بقوله تعالى﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيْلِ رَبِِّكَ بِالحِكْمَةِ وَ المَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ جَادِلْهُمْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالُمهْتَدِينَ﴾ [النحل ١٢٥]، فهو لا يداهن في مسائل التوحيد و لا يتنازل عن قضايا العقيدة، و يعرض قولَه بأسلوب علمي حكيم واضح مجتنبا مذهب الفظــــــــــاظة في القول مما لم يأذن به الشارع، لأنَّ طريقة السِّباب و الشتم في المجادلة يُحسنها كل أحد و لا يسلكها إلا العاجز عن إقامة الحجة و من ضاق عطنُه عن بيان المحجَّة، فالذي ينبغي على الداعية الحرص على هداية الناس و إيصال الحق إليهم بطريقة شرعية تقبلها القلوب و لا تنفر منها الطبــــاع، و أما من حاد عن السبيل و طعن في نحر الدليل، ففي قوارع التنزيل و الألفاظ الشرعية ما يزجره و يردعه، ولله درُّ العلامة المعلمي حيث قال :"و في النكاية العلمية كفاية إن كانت النكاية مقصودة لذاتها".
ج- كثرة تحمُّله و شدة صبره و سعة صدره للمخالِف، يَزين ذلك سكينةٌ و وقار، ذلك في سكينة و وقار، فإنّ صاحب العلم و الفُتيا أحوج ما يكون إلى الحلم و السكينة و الوقار إذ هي كسوة علمه و جمالُه، وإذا فقدها كان علمُه كالبدن العاري من اللباس، كما قال بعض السلف:"ما قُرن شيء إلى شيء أحسن من علم إلى حلم"
فكم من سائل جهل عليه في سؤاله فيحتمل ذلك منه و يعامله على قدر عقله و لا يخرج بسبب ذلك عن طوره و حُسن سمته، و كم من شخص آذاه فألان لــــه الجانب و غمره بحلمه و قابل إساءته بإحسان فأزال بذلك ما في نفسه من الإِحَن، و ما في صدره من الضغينة.
و إن تعامله مع الناس ليُذَكِّرني بقول العلامة ابن القيم فيما يحتاجه المفتي :"فالحلم زينة العلم و بهاؤه و جماله، و ضد الطيش و العَجَلة و الحدَّة و التسرع و عدم الثبات، فالحليم لا يستفزه البَدَوات، و لا يَسْتَخِفُّه الذين لا يعلمون، و لا يٌقْلِقُه أهل الطيش و الخفة و الجهل، بل هو وقور ثابت ذو أناةٍ يملك نفسه عند ورود أوائل الأمور عليه، و لا تملكه أوائلها، و ملاحظته للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب و الشهوة" (أعلام الموقعين ٤/٢٥١).
د- تحقيقه العلمي و توظيفه لعلم الأصول في المسائل الفقهية فإن المقصود من علم الأصول بناءُ الفقيه الحقّ الذي يحسن التعامل مع الأدلة بنفسه إذ لا يكون الفقه إلا بفهم الأدلة الشرعية بأدلتها السمعية الثبوتية من الكتاب و السنة و الإجماع نَصّاً و استنباطاً (الاستقامة لابن تيمية ١/٦١)
      فالاجتهاد هو العلة الغائية لعلم الأصول، لكن الملاحظ عند كثير من المتأخرين انبتات الصلة بين الأصول والفقه كما قال بعضهم "أصبح الفقهاء يزرعون أرضا غير التي يحرثها لهم الأصوليون، فلا هؤلاء و جدوا لحرثهم من يزرعه، ولا أولئك زرعوا ما حرثه لهم الحارثون".
     و قد حرَص شيخنا على تطبيق علم الأصول وتوظيفه في المسائل الفقهية التي يدرسها معتنيا بالقواعد الفقهية التي يمكن إرجاع تلك الفروع إليها، و مبيِّناً في آخر كل مسألة سبب الخلاف فيها ليكون الطالب على دراية بمأخذ الأدلة، و أن اختلاف العلماء ليس بالتشهي و لا اتباع الهوى و لكن بسبب تجاذب الأدلة و اختلاف المأخذ، فتكون المعلومات مرتبة في ذهن الطالب بحيث يربط الفرع بأصله محسنا للظن بالعلماء فيما اختلفوا فيه، مسطِّراً النهج السديد و السبيل الأمثل لدراسة مسائل الخلاف.
هـ- عدم استنكافه عن الرجوع إلى الحق و الانصياع إليه:
من محاسن شيخنا – وفقه الله - قبولُه للنّقد و تواضعه للحق و عدم استكباره عن الرجوع إلى الصواب إذا ظهر له، فكم من مسألة يستشكلها بعض الطلاب و يراجعونه فيها و لو شاء أن يجد مخرجاً لفعل و لكن إنصافه يمنعه من ذلك فيَعِد بمراجعة المسألة و النظر فيها، فإذا ظهر له الصواب مع المعتَرض صرَّح بذلك و أذعن إلى الحق، مطمئِنَّ النفس مرتاح البـــــــــــــــــــــــــال لأنه يطلب الحق و ينشد الصواب، وهذا هو أعظم أنواع التواضع و هو التواضع للنصوص الشرعية و الرجوع إلى الحق، نحسبه كذلك و لا نزكي على الله أحداً

 
       

 


 


 
مواقع المشـــائخ

 


 باحث جوجل


 الســـــاعة  

 أوقات الصلاة
الدولة:



جميع الحقوق محفوظة © موقع شيوخ الجزائر 2004