يقول الله جل وعلا:
يرفع
الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات
إن
ممن رفعهم الله أهل العلم العاملين الذين هم أركان
الشريعة وأمناء الله في خلقه فهم ورثة الأنبياء وقرة
عين الأولياء وبهم تحفظ الملة وتقوم الشريعة، ينفون
عن دين الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل
الضالين، فلله درهم وعليه أجرهم ما أحسن أثرهم وأجمل
ذكرهم، رفعهم الله بالعلم وزينهم بالحلم، بهم يعرف
الحلال من الحرام والحق من الباطل، حياتهم غنيمة
وموتهم مصيبة، يََُّذكرون الغافل، ويُعَّلمون الجاهل،
جميع الخلق إلى علمهم محتاج، هم سراج العباد، ومنار
البلاد، وقوام الأمة، وينابيع الحكمة، هم غيظ الشيطان،
بهم تحيا قلوب أهل الحق وتموت قلوب أهل الزيغ، مثلهم
في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدي بها في ظلمات
البر والبحر، إذا انطمست النجوم تحيروا، وإذا أسفر
عنها الظلام أبصروا.
و بموت العلماء يتحير الناس ويندرس
العلم ويظهر الجهل والنفاق ففي صحيح البخاري من حديث
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله
يقول:
((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا
ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء [أي
بوفاتهم]، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوساء
جهالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم ف
ضلوا وأضلوا))،
قال؟: خراب الأرض بموت علماءها وفقهائها وأهل الخير
منها. وقال مجاهد: هو موت العلماء.
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها *** متى
َيمُتْ عالم منها يَمُتْ طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها ***
وإن أبى عاد في أكنافها التلف
فرحم الله مشائخنا و نسأله تعالى أن يبارك بمن بقي من علماء الإسلام ودعاته،
وأن يطيل أعمارهم ويسدد خطاهم ويكفيهم كل الشرور وأن
يجعلهم ناصرين للإسلام وقضاياه آمرين بالمعروف ناهين
عن المنكر إنه سميع مجيب. وإن موت أهل العلم وفقدهم
يعطينا عظة وعبرة وتوجيها ودعوة إلى أن نبادر بأخذ
العلم عن أهله قبل ذهابه، فإن ذهابه بذهاب حملته
فأقبلوا أيها المؤمنون على العلوم النافعة، خذوا العلم
عن الأكابر واجتهدوا في ضبطه وحفظه ووفروا أوقاتكم
عليه واصبروا وصابروا واتقوا الله لعلكم تفلحون، وقبل
ذلك وبعده اجعلوا من علمكم دافعا لكم إلى العمل بهذا
العلم والإخلاص فيه لله تعالى.